حرمك الله من الجنه يا أبي...

كانت فضمة تعيش في قرية ريفية بالشمال،وكان أبوها رجلا غنيا،وكان بخيلا يحب المال حبا جما...
وكانت هي الوحيدة بين أخويها الذكور،وقد وصل سنها للأربعين ولم تتزوج بعد..
أما أخواها فقد كانت زوجتيهما من العائلة،واللتين وثق الأب بهما،وكانتا وكأنهما زوجتاه وليستا لابنيه،فتطيعانه وتستشيرانه دون زوجيهما...
أما فضمة فلم يزوجها أبوها لأنه لم يجد من يثق به،وقد كان كل تفكيره كيف يحافظ على ثروته،ولا يجعل أحدا يشاركه فيها،وكان كلما اتاها الخطاب رفض والدها تزويجها...
فضمة أصابها بسبب ذلك الهم والغم والحزن .. وأصبحت لا ترى إلا بوجه حزين..واشتد المرض بها وكان يأخذها للفقيه تارة،ويعد لها بعض الأعشاب تارة أخرى...وكل هذا لأنه بخل عن أداء أجرة الطبيب...
لكن حين اشتد سقمها،من جراء ذلك،ولم تعد تنفع تميمة الفقيه،ولا عشبة الخلطة.. نقلت بسرعة إلى المستشفى،وأخبرهم الطبيب أن المرض نفسي وليس عضويا...
وعندما اتاها والدها ليزورها ويطمئن على صحتها .. فقالت له : اقترب مني يا ابي، فاقترب منها.
فقالت له: اقترب، فاقترب اكثر
فقالت له :قل آمين. فقال: آمين .. فقالت له :قل آمين... فقال :امين ..فقالت له: قل آمين... فقال: امين...
فقالت :حرمك الله من الجنه كما حرمتني من الزواج..
ثم توفيت بعد ذلك..